تُعد الزلازل أحد الكوارث الطبيعية البارزة، التي قد تتسبب في خسائر فادحة، وهي عبارة عن موجات زلزالية تمر عبر الصخور الأرضية، وعادةً تحدث عندما تتكسر كتل الصخور وتنزلق فوق بعضها.
لكن، هل من الممكن أن تقود التغيرات المناخية للزلازل؟ هذا ما درسه باحثان من جامعة ولاية كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية؛ خاصة أنه لا توجد العديد من الدراسات التي بحثت في العلاقة بين التغيرات المناخية وحدوث الزلازل. ووجدوا أنّ تغير المناخ قد يؤثر في الدورة الزلزالية، ونشروا نتائجهم في دورية "جيولوجي" (Geology) في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
فحص
ركز الباحثون دراستهم على جبال سانغري دي كريستو في جنوب ولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، واختاروها لعدة أسباب، من ضمنها وجود صدع نشط فيها، والصدع عبارة عن تشقق في الصخور مصحوب بانزلاق الصخور على جانبي الشق. أيضًا كانت جبال سانغري دي كريستو مغطاة بالجليد في أثناء العصر الجليدي الأخير. استخدم الباحثون بيانات ميدانية والاستشعار عن بعد وأعادوا بناء نموذج لمكان الجليد، ثم قاسوا إزاحة الصدع.
ذوبان
وجد الباحثون أنّ الصدع كان صامدًا خلال فترة الأنهار الجليدية خلال العصر الجليدي الأخير، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة عند خروج الأرض من ذلك العصر، ازداد ذوبان الجليد، وبالتالي ازدادت عملية الانزلاق على طول الصدع، ما أدى إلى زيادة النشاط الزلزالي على طول الصدع. وقد حدث هذا نتيجة تغير المناخ وارتفاع الحرارة. وهذا شكل من أشكال تأثير التغيرات المناخية على النشاط الزلزالي؛ وهكذا قد تكون التغيرات المناخية مثل الحافز لحدوث الزلازل.
هناك العديد من الأمثلة على الصدع الموجود في جبال سانغري دي كريستو حول العالم، مثل ألاسكا، وجبال الهيمالايا، وجبال الألب. ومع استمرار درجات الحرارة في الارتفاع، يزداد خطر ذوبان الجليد، وبالتالي تنشط الصدوع المتسببة في حدوث زلازل.
جدير بالذكر أنّ عام 2023 سجل أعلى متوسط درجات حرارة مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة، وقد أشار تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2024 إلى أنّ درجات الحرارة على سطح الأرض من المتوقع وصولها إلى 2.6 إلى 3.1 درجة مئوية خلال هذا القرن. هذا بدوره قد يترك مساحة لحدوث الزلازل المدمرة.